وهج نيوز/ منوعات
كاتب مجهول :
•الحاج علي. ...
من منكم يتذكر الحاج علي. ....
شخصية كوميدية لطيفة جدا، ورائعة جدا، وجميلة جدا. ....
الحاج علي أول من أنشأ مسرح الواقع في اليمن. ....بل ربما في العالم. ...في فترة السبعينات والنصف الأول من عقد الثمانينات كان الحاج علي يتمتع بشهرة كبيرة في تعز. .....لا أعتقد أن أحدا ممن عايشوا تلك الفترة في تعز لا يعرف الحاج علي. ...
في مقره الدائم في شارع الجمهورية (سوق الباز )...كان الحاج علي يداوم يوميا من السابعة صباحا حتى السادسة مساء ومعه بضاعته العجيبة التي يعرضها على الناس بأسلوب تشويقي وتسويقي جميل . ....يتجمع الناس حول الحاج علي وحول بضاعته الموضوعة على الأرض ليسمعوا كلامه الطريف المضحك والممتع واللذيذ. ....وبلحيته الكبيرة التي تصاحبه دوما وأسلوبه الجميل المضحك والممزوج بجدية كبيرة. .بحيث لا تكاد ترى أي ابتسامة على وجهه. ....
البضاعة كلها خاربة ومكسرة وهو لا يبيعها إنما يعرضها لغرض اضحاك الناس وانتظار ما تجود به أنفسهم الكريمة عليه. ....وهكذا يعرض الحاج علي بضاعته. .....
القفل. ...هذا قفل أصلي وارد اليابان. .....مافيش منه بأي بلاد. ...بس قفل بابك واجلس جنبه لا أحد يسرقك. ...والمسدس روسي أبو النجمات كلهن. ...مافيش مثله حصله هديه من روسيا. ...لكن إذا جاء واحد يضاربك هدده بالمسدس، وإذا كور جنابك ارجم بالمسدس واعطيهن ما طلبين. ...المسدس أصلي بس فيبه خصلة واحدة مش مليح. ..مايقرحش. ..
والليت (كشاف اليد )أصلي مصنوع ببلاد الغدرة، وما في منه، بس اعمل لك جنبه فانوس. ...
ويستمر في شرح مواصفات بضاعته المكسرة بنفس الطريقة. ..
مع اتصاله من تلفونه المكسر. .(.مع كل شرح يشرح به البضاعة.) ...
بالمحافظ ودعوته على عزومة غداء. ..وأنه شذبح له ابن الدجي. ..(يقصد الديك ) مع تضخيم زائد لكلمة الدجي. ..
وإذا ما بخل الحاضرون عليه بالفلوس. ...يقل هيا موهو. ..ولا قدكم من بضاعة الحاج علي. ......
كان متجر الحاج علي يقع أمام المحل الذي كنت اعمل فيه في شارع الجمهورية وانا في المرحلة الإعدادية. ...وكنت كل يوم أطرب بمشاهدة الحاج علي وسماع كلامه الكوميدي. ...
كان الحاج علي يحج كل سنة إلى بيت الله الحرام. ...أعلن موته أكثر من خمس مرات. ..وكان يصحى كل ما ذهب الناس لإجراء مراسم الغسل والصلاة والدفن. ..وفي المرة الأخيرة التي كان فيها موته الحقيقي لم يحضر الناس. .بل تلكأوا كثيرا بالحضور ولم يصدقوا إلا عندما خرج الزوار الأوائل من البيت وهم يعلنون موته. ...
أمام مسجد العرجلي في باب موسى وبالقرب من نادي الصقر الرياضي كان يقع منزل الحاج علي رحمه الله واسكنه فسيح جناته.
تذكرت كل ماسبق عند مشاهدتي لصورته في حائط أحد الأصدقاء والتي استخدمها في موضوع آخر. ...حاولت مرارا الحصول على صورة الحاج علي فلم أوفق. ...شكرا لصاحب الصفحة التي نشرت عليها الصورة. .......كان شارع الجمهورية فريد من نوعه، وذلك بتواجد الكثير من الشخصيات الكوميدية والمبدعة أيضا من الناس العاديين. .مثل الحاج علي، والسيد أبو لجع الذي يعمل الكدمة الكبيرة لقمة واحدة. ..والمجنون القنبلة، والمجنونة قبول التي كان الأطباء السويديون ياخذونها إلى النقطة الرابع (مشفى الأطفال )ويولدوها وياخذوا طفلها إلى السويد. ..وعندما وجدوها بدأت تشيخ اخذوها معهم إلى السويد بعد عشر ولادات كلها من الشارع ، والمجنون عبيد الذي يجلس يبكي طوال اليوم وهو يصيح ياراسي، ياراسي، ولما يسالوه مو بك يا عبيد. ؟يقل لك يشتي كوفية. ..وكذلك بن ناصر صاحب الكتاب المشنتح الذي كان عمله السبوب فقط لأنه يحفظ كل قواميس السباب في العالم، كان تعطي له خمسة ريال وتؤشر له على الشخص المستهدف من قبلك. ..فيذهب لسبه بكافة أنواع السباب واقذرها على الإطلاق، فإذا ما سأله من ارسلك يرد عليه. .لو تشتي ترد له حقه السبوب هات خمسة، فإذا ما أخذ الخمسة الريال عاد إلى الشخص الأول وكال له كل أنواع السباب. ..
وكان هناك المجنون جوبح وهو مجنون عجيب جدا. ..دخل في أحد الأيام إلى المحل الذي اعمل فيه وكان زميلي عائدا لتوه من شهر العسل، وفي ذروة سعادته وهو يحدثني عن الحفلات وووووو..دخل جوبح مسرعا وسلم على صاحبي. ..وقال له شتطلقله وانطلق خارجا. ..
طبعا هو لا يعرفه ولا يعرف أنه عريس. ..ولم يكتمل الشهر حتى كان زميلي عبد القوي الله يرحمه قد طلق زوجته على أثر خلاف مع أمه. ..
في شارع الجمهورية. ..كان هناك بن عطير صاحب أجمل بطاط واجمل سحاوق بطاط في العالم. ...والذي لو كان في دولة أخرى ربما لأصبح مشهورا مثل صاحب دجاج كنتاكي. ...وكذلك هناك المداحة صاحبة أجمل خبز معطف أو قمش، أو خبز مافي يمكن أن تتذوقه. ...وهناك الجوفي صاحب أجمل بن بالحليب يمكن أن تشربه صباحا. ...والمهيوبي الشيباني صاحب أجمل شاهي حليب في تعز، وعلي ناجي صاحب أجمل مدرة فول
وحمادي صاحب الشاي الأحمر، ولو مشيت قليلا باتجاه الجنوب ستجد الحلصة صاحبة الخمير المليح جنب مطعم الذماري حق السلتة المليح أيضا وفي الشمال ستجد سوق الشنيني العجيب الذي لا يزال صامدا حتى الآن.
مثل بضاعة الحاج علي. ..يوجد الكثير من الناس في هذا الزمان وأغلب الذين يتحكمون بزمام الأمور هم من المنتمين إلى تلك الفئة، وهذا سر كل ما نحن فيه. ......
رحمك الله ياحاج علي. ...لم تكن تعرف أن بضاعتك سيكون لها نسخ آدمية. ..وإن تلك النسخ ستخرب بلدا نهل من خيره الجميع.