وهج نيوز/كتابات
علي عبدالملك الشيباني :
•شخصياً , لم أسمع أو أقرأ عن مقدمات الحوار الذي قاد إلى الإتفاق السعودي الإيراني في العاصمة الصينية . كذلك لم أكن أعلم بأن الصين هي من تقود هذه المشاورات وتحت سقفها الدولي , الذي بات يظلل كثيراً من القضايا وبما يعكسها كقوة دولية يستحيل تجاوزها الإقتصادي والعسكري والسياسي. .
ننطلق نحن اليمنيون في التعامل مع هذا الإتفاق من منطلقين :
الأول : رغبتنا الجماعية في الوصول إلى حل شامل لمجمل الأوضاع التي نعاني من مترتباتها المعيشية والإجتماعية والدينية وحالة الحرب منذ ثمان سنوات , ومن ثم الوصول إلى مايعيد الأمور إلى نصابها , مع ثقتنا المسبقة بمدى الأضرار والإنعكاسات التي طالتنا وبلدنا , بتحولها إلى ساحة لصراع إقليمي وبإشراف دولي وأدوات محلية لاحول ولا قوة لحركتها سوى بضؤ خارجي يحدد مسار هذه الحركة واللغة المصاحبة لها .
أما ثانياً , فننطلق من ثقتنا بدولة الصين وسياساتها المعتدلة وموقفها المتزن تجاه مجمل القضايا الدولية , وخاصة مايتعلق بأوضاع العالم الثالث وفي مقدمتها بلادنا العربية .
لكننا بالمقابل لانستطيع أن نغفل الدور الفاعل والمعادي للقوى الدولية الأخرى وفي مقدمتها أمريكا , والتي لايمكن لها أن تدع الصين تسير بالاتجاه المناقض لمصالحها , وما ترسمه من سياسات في شرق أوسطنا ومنها هذه الحروب الجارية في أكثر من قطر عربي كمقدمات لشرق اوسط جديد كما أشير باستمرار عند الخوض في هذه القضايا والحروب التي نعاني منها وتفجرها في وقت وظروف مشابهة .
كما لايمكن لنا أن نقف أمام هذا الاتفاق بعيداً عن الهيمنة الامريكية على الشان السعودي , واستحالة خروج موقفها من العباءة الامريكية وسماح الادارة الامريكية بذلك , إلى جانب استحالة تجاوز طهران للتنسبق مع الإدارة الأمريكية فيما يحصل في الشرق الاوسط , ودور طهران فيها نتيجة لحاجة أمريكا لهكذا دور وكطرف في صراع مذهبي يصنع المقدمات اللازمة لنتائج قادمة تنتهي في حضن المصالح الدولية الأمريكية .
كما وعلينا ألا نغفل موقف الإدارة الأمريكية من عدم قبول قيام الصين بأي دور إقليمي خاصة في منطقة الشرق الاعوسط كمنطقة تحظى باهتمامها , بالنظر إلى طبيعة وحجم المصالح المرتبطة بها .
وفي كل الأحوال نأمل أن يشكل هذا الإتفاق أرضية صلبة وشاملة للقضاء على مانعيشه من أوضاع خطيرة تعصف بمجتمعنا اليمني على جميع المستويات , وتؤسس لقادم مجتمع لايختلف في شيء عن نموذج المجتمع العراقي .
كما نأمل بألا يشكل هذا الإتفاق حلقة جديدة في مسلسل طويل ينتهي بنا إلى مالم نكن نتوقعه , وفي مقدمتها تقسيم البلاد إلى كنتونات وضمن هيمنة دولية على شرق أوسط وبما يقودنا في الوصول إليه , في ظل غياب نخبة وقوى سياسية وطنية يمكن الركون عليها في مواجهة هكذا مشاريع تفتيت .