وهج نيوز/ كتابات
إبراهيم الكبسي :
•(إلا ما اضطررتم إليه) هذه قاعدة إلهية أراد الله بها حفظ النفس البشرية من خلال التخفيف على البشر، فحولها تجار الدين إلى قاعدة مسيسة تجيز لهم ارتكاب الفضائع وقتل النفس المحرمة واشعال الحروب وتدمير الأوطان لحفظ مصالحهم والتي قدموها للناس على أنها من مصالح الدين وطاعة الرب، وجعلوا قاعدة (الضرورات تبيح المحظورات) أكثر اجراما من القاعدة الميكافيلية القائلة: (الغاية تبرر الوسيلة).
وعليه لا مشكلة لدى الجماعات المتاجرة بالدين عندما رأت الضوء الأخضر الأمريكي والغربي قد صدر لاسقاط أنظمة عربية وتدمير مؤسسات الدولة فيها واسقاط فكرة الوطن الجامع واشاعة الفوضى داخل أراضيها والتخلص منها لأنها أصبحت عبء ثقيل عليهم رغم تحالفها معهم ولكن قد أصبح وجودها لا يتناسب مع طبيعة الصراع القادم والذي سيأخذ أنماط وشعارات دينية تمهد لتفتيت النسيج المجتمعي لهذه الدول وتمهد لتقسيمها على أسس طائفية ومذهبية ومناطقية إلى كيانات صغيرة متصارعة يسهل توجيهها وتسخيرها واستخدام أراضيها لخدمة مصالح الخارج.
فهرولت الجماعات الدينية في العراق ومصر وليبيا وسوريا واليمن وتونس والصومال لمعاونة هذا التوجه وتحليل التماهي معه واستخدمته كمظلة وغطاء لإسقاط أنظمة كانت تقف حائلا بينها وبين الوصول للحكم، حتى إذا ما وصلت لكرسي الحكم عادت لتمارس لعبتها المفضلة لديها والتي تجيدها للمحافظة على استمرار شعبيتها واستمالة عواطف العامة إليها والحفاظ على قدرتها على التحشيد وهي لعبة حافظ على بقاء عدوك ليحافظ عليك، فبقاء التدخل الأمريكي في هذه الدول مرتبط ببقاء ووجود هذه الكيانات الدينية في كرسي السلطة والعكس صحيح.
وأعلنت هذه الجماعات معاداة أمريكا والغرب واعلان الجهاد عليها رغم أنها هي من سهل خططها وأفعالها وقاد توجهاتها وبرر تدخلاتها بل واستخدم غطاءها للوصول إلى كرسي السلطة وشرعن لتواجدها فوق الأرض العربية، بالفعل إنها جماعات يسهل التلاعب بها وتوجيهها وهي أفضل خيار لدى الأمريكان والغرب خلال الفترة السابقة وحتى اليوم لحكم هذه المنطقة وادارة الصراع فيها بجدارة ويسر دون خسائر في قواتها بل على العكس فهي تساهم في رفد الخزانة الأمريكية والغربية بأرباح هائلة فيما تغرق أوطان العرب في الديون والأزمات المالية وتدمر مؤسسات الدولة وتضيع شعوبها في الفقر والجوع والمرض وتصبح دولهم ساحة حرب مفتوحة لصراعات بينية وأهلية لا تنتهي.
#د_إبراهيم_الكبسي
#اليمن_أولا
#الراتب_حق_وحياة
#أطراف_الصراع_لا_تمثل_الشعب_اليمني
#حي_على_السلام_في_أرض_اليمن