الشريط الإخباري

الإمارات .. هل دعمت الإنفصال؟

  وهج نيوز/ كتابات

  كتب / احمد سعيد كرامة : 

الإمارات العربية المتحدة قدمت كل أنواع الدعم والتضحيات الجسام والتنازلات الكبيرة في حرب اليمن ، قدمت للجنوبيين كل أنواع الدعم وبسخاء ، قدمت مالم يقدمه أو سيقدمه أي حليف أو شريك على مستوى الإقليم والعالم أجمع .

نعم للإمارات مصالحها الخاصة في اليمن ، وهذا ليس عيبا أو جريمة أقترفتها ، لكل دول العالم مصالحهم الخاصة الأمنية والعسكرية والإقتصادية خارج أراضيها ، وما حرب أوكرانيا إلا خير شاهد ودليل على تلك المصالح العالمية المتشعبة التي قد تندلع حرب عالمية ثالثة بسببها ، ولإيران مصالحها في صنعاء وبغداد ودمشق ولبنان وغيرها من دول العالم ، وللسعودية وأمريكا وغيرهم مصالحهم في اليمن ، المشكلة تكمن في من يتولى رعاية مصالح الجنوبيين شعب وأرض ، هل فعلا كانوا بحجم مسؤولية تلك الرعاية أم فرطوا بها .

لم تأتي الإمارات بمشروع الانفصال معها إلى حرب اليمن ، بل تعاملت بكل إحترافية ومهنية وعقلانية وواقعية مع وضع قائم على الأرض وهو الجنوب والجنوبيين وقضيتهم المصيرية العادلة ، وهدفهم الذي يسعون الى تحقيقه بهكذا مرحلة لن تتكرر مرة أخرى ، باسترداد دولتهم الضحية التي جنى عليها ساسة وقادة لم يكونوا أمناء على شعبهم ودولتهم .

لو كانت اتبعت الإمارات إستراتيجية السعودية العدائية في جنوب اليمن لفشلت من أول يوم في الجنوب ، تعايشت وتماهت وسايرت ودعمت الجنوبيين من أجل هزيمة الحوثيين أولا ( هدف التحالف العربي ) ، وهو ما تم في وقت قياسي في عدن وباقي المحافظات الجنوبية المحررة ، وحتى في المناطق الشمالية التي حررت .

رسالة صحيفة البيان الإماراتية ليوم أمس الجمعة ( لا أعتبره رأي شخصي في الصحف الخليجية الكبرى ) :
حان الوقت لدفن أي أوهام بخصوص تقسيم اليمن ، أعتبرها رسالة أتت بعد ثمان سنوات تقريبآ من عدم وضوح رؤية القادة والزعماء والمسؤولين الجنوبيين حول متى وكيف سيتم إستعادة دولتهم ، أنغمس معظمهم في الفساد حتى غرقوا تماما في بحره العميق .

ووجدت الإمارات أن لا طائل منهم سوى مزيد من الاستنزاف المالي والسياسي والإقتصادي وحتى الأمني القومي الذي يهدد دائمآ إستقرارها وسلامة أراضيها من قبل الحوثي .

هذه هي الحقيقة التي حاول ويحاول المستفيدون من هكذا أوضاع إخفاءها عن الرأي العام الجنوبي طيلة سنوات الحرب الثمان ، لا رؤية حقيقية وعملية لإدارة الأراضي الجنوبية المحررة ، ولا هدف واضح لدى القادة والزعماء تتبعه خطوات عملية لتحديد مستقبل الجنوب وشعبه ، إنبطاح مذل وإرتهان مخزي وتبعية مفرطة من قبل غالبية الرموز الجنوبية دون إستثناء ، ولهذا يعلم التحالف علم اليقين أن الكبار لم يعودوا يؤمنون إلا بمصالحهم الشخصية الانتهازية فقط .

كتبت منشور بعد إرغام الخبجي على مغادرة عدن ، بعد تصريحاته النارية حول التلويح بعودة الإدارة الذاتية وعدم عودة العليمي إلى عدن والتلويح بمحاسبة رئيس الوزراء معين وحكومته ، وعاد العليمي وأخرج الخبجي من عدن وتربع معين على عرش معاشيق بحماية القوات المسلحة الجنوبية ، كنت أتمنى أللا نصل إلى هذه المرحلة الراهنة المخزية المذلة ، كنت أتمنى أن يصمد الخبجي ويرفض الخروج وينتزع من التحالف فتات رواتب القوات المسلحة الجنوبية بانتظام ، أو أللا يصرح بتصريحات هي أكبر منه ، نعم أضعفونا وأذلونا قادتنا ورموزنا وساستنا للأسف الشديد ، لم يكونوا بحجم كل تلك التضحيات الجسام التي قدمها الجنوبيون لهم على طبق من ذهب .

لم يكونوا بحجم حفنة تراب جنوبية طاهرة تحررت بسيل من دماء الشهداء والجرحى ، لم يكونوا بحجم آمال وتطلعات شعبهم البائس الجائع الفقير ، لم يكونوا بحجم المرحلة الراهنة الخطيرة الاستثنائية الأخيرة لعودة الدولة الجنوبية ، ومع هذا مصرين على أنهم رجال المرحلة وقادة المستقبل ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
رحم الله إمرئ عرف قدر نفسه .

مشاركة المقالة عبر:
المقالات المقترحة
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram