وهج نيوز
كتب / محمد النمر
•الشرود وراء المتعة ،دون الشعور بأي مسؤولية تجاه مانفعله في هذه الحياة المريرة،كارثة إنسانية لا يستقوي أحد عليها .
مع ظروف الحرب التي تمر بها اليمن ، والأزمات القاسية التي جعلت آلأف من اليمنيين يذهبون خارج نطاق الوطن ، للبحث عن لقمة العيش ، والإلتحاق بعمل ذي مردود مادي يقسط على ذاته وأسرته لتحظى أسرته بحياة كريمة .
لكن ! هناك ،أناس يبحثون على المتعة في هذه الحياة ،ويتركون أسرهم وأولادهم يتجولون في دول العالم باحثين عنهم ، والأكثر مؤسف ومحزن بأولادهم، أنهم يعتقدون أن والدهم يرغب بلقاهم ،، لا يعرفون أن والدهم قد قطع حبل الإنسانية وصلة الرحم من قلبه ،وتركهم يهوون في فراغ هذا الكون الواسع ،دون الإلحاح والبحث وراهم ،،،،
حنان محمد حمادي منصر من مواليد جيبوتي لأب يمني وأم إثيوبية، تقيم حالياً في أديس أبابا ، الفتاة التي تبحث عن والدها المفقود منذ حوالي 25عاماً ، تركها والدها وهي طفلة عمرها لايتجاوز عامين، تقول إن والدها كان يعمل في إحدى السفن الدولية تركها مع أمها ولم يعد إليهم، تقول حنان أريد العثور على والدي الذي لا أعرفه وقضيت عمري كله أبحث عنه وأملي فيكم كبير يا أهلي في اليمن أن تبحثوا معي عنه. وأضافت حنان قائله:
نفسي أشاهد ابي الذي أحبه من قلبي ولم أره من أجل ألمسه وأشتم رائحته حتى أشعر بحنانه ولو لمرة واحدة في حياتي.
حنان شابة ناجحة رغم ظروفها الأسرية الصعبة التي عاشتها منذ طفولتها بسبب غياب والدها ، لكنها درست وتعلمت وأسست شركة تجارية متواضعة ولديها سيارة وباص نقل وشقة وأمورها في أحسن حال. وتضيف حنان ، أنا لا أريد من والدي أي حاجة أو أي مساعدة بل أنا مستعدة أعطيه المال الذي يطلبه وأشتري له سيارة وأسكنه عندي وأقوم برعايته بكل ما يطلب.
لم تفقد أملها ، بل ظلت ساعيةً للبحث عن والدها، لتضيف بقولها :
حاولت البحث عنه كثيراً ولم أجده ووصلت إلى رقم أخي الذي يقيم في ألمانيا فشعرت بفرحة عارمة غير أنني انصدمت حينما حضرني بعد أن كلمته عن نفسي وعن والدي الذي كان يعمل قبطان لإحدى السفن وتزوج أمي في جيبوتي وعاش معها أقل من سنتين ثم تركها وتركني معها للأبد.
هذه الفتاة التي طافت البقاع طوال هذه السنوات في البحث والركض خلف والدها المجهول التي لا تعرف عنه سوى أنه يمني ، وظلت طوال حياتها تسأل كل يمني تصادفه " هل أنت من اليمن ، ببساطة وعفوية يعيد لها الرد "نعم أنا يمني، وحين يرد عليها ، سرعان ما تبدأ تسرد له ماتعيشه من معاناة أسرية مليئة بالبؤس والحزن ،بسبب غياب والدها ،
وتضيف "حنان " قائله :
نفسي أشاهد أبي الذي أحبه من قلبي ولم أره من أجل ألمسه وأشتم رائحته حتى أشعر بحنانه ولو لمرة واحدة في حياتي.