الشريط الإخباري

الثورة والجمهورية في مزاد الصراعات المتعددة الأطراف

 

- طه العامري

•إتساقاً مع ما سلف دعونا نتخيل الحل القادم للمشهد اليمني وكيفية تشكله.. لكن ثمة تساؤلات مشروعة دعونا نطرحها بصدق وموضوعية وأهمها هو السؤال عن شكل الدولة اليمنية، وكيف ستعود؟ وهل ستعود اليمن كما كانت عام 2011م؟ أم ستكون على الشكل الذي كانت عليه في زمن التشطير وبالتالي سوف تنتهي الصراعات القائمة بتشطير الجغرافية اليمنية _لاقدر الله_ وبالتالي ستعود البلاد لعام 1989 م؟

هل يمكن الإنتصار لمشروع اليمن الإتحادي؟ وكيف؟ ومن سيحقق هذا المشروع؟
هل بمقدور المتصارعين تحقيق السلام في اليمن؟ وكيف سيتحقق ذلك أن كانوا قد بلغوا مرحلة اللاعودة فيما بينهم؟ وهل يمكن للأطراف الخارجية الراعية لهم التدخل لصالح استقرار ووحدة اليمن وسلامة أراضيها ونسيجها الاجتماعي؟ وأين هي المؤشرات الدالة على ذلك؟ هل بمقدور سلطة صنعاء حكم اليمن منفردة والسيطرة على كل نطاقاتها الجغرافية؟

وهل ستقبل الأطراف الأخرى وحلفائها ذلك؟
هل بمقدور (الشرعية) حكم اليمن والسيطرة على كل نطاقاتها الجغرافية؟ وبالتالي تلغي سلطة صنعاء وتجريدها من كل حقوقها الوطنية وفق خطاب الشرعية التي لا ترى في سلطة صنعاء وجمهورها غير مجرد (مليشيا تابعين لإيران)..؟!

هل سيقبل (الانتقالي) التخلي عن مشروعه (الانفصالي) والقبول بوحدة اليمن؟
هل يمكن الحديث عن نهاية للحرب والصراعات والتوافق على حكومة وحدة وطنية جامعة ممثلة ب (أنصار الله) و (الشرعية) و (الانتقالي)؟

وهل سيقبل بهذا الحل حزب الإصلاح وبقية المكونات السياسية؟!
طبعا كل ما سلف من القول مجرد تساؤلات قد تكون بعيدة عن الواقع ومستحيل الإجابة عليها، لكن في المحصلة نجد أنفسنا فعلا في بازار كبير له نوافذ إقليمية ودولية وأدوات محلية تقاتل في سبيل إثبات وجودها وترسيخ شرعيتها، ففي صنعاء سلطة تدعي على الشرعية بالموت من أجل الأخيرة ترضى بالحمى، وشرعية افلست وعجزت عن أحتوي الأزمة وتراهن على المكارم الخارجية حتى أنها لم تتمكن من الحفاظ على ( رباطة الجاش) وهرولة تلقى بنفسها ومصيرها في جحيم صراع إقليمي ودولي ورهنت نفسها لدى (الشيطان) تردد تراتيله كالببغاء..؟!

والمؤسف أن الغالبية اليمنية الصامته عاجزة بالمطلق في التعبير عن ذاتها وهويتها، فيما بعض النخب الفكرية والثقافية بدت أكثر تخلفا وانحطاط من جهلة العصور الغابرة..؟!
لهذا اقول أن الثورة اليمنية لا تزل تخوض معاركها ولكن ليس ضد النظام البائد بل ضد العدو الذي حاول ومنذ لحظة انطلاق الثورة اليمنية أن يجهضها بذريعة مناصرة النظام البائد..؟!

هذا العدو الذي حارب الثورة منذ ولادتها بذريعة مواجهة مصر عبد الناصر والفكر القومي ومحاربة (الشيوعية) كما زعم، هو نفسه.. اليوم يعيد هذا العدو الذي لم تتغير بالمطلق مواقفه العدائية ضد اليمن طيلة سنوات وعقود الثورة التي حاربها بكل الوسائل والسبل، واليوم يحاول إجهاض نزعة التحرر والاستقلال من ذاكرة هذا الشعب وبذريعة مواجهة (إيران والشيعة والتشيع)..؟!

أن( نظام آل سعود) افقدا هذه البلاد كل مقومات الاستقرار وهو العدو الذي لا يمكن أن يكون وفيا أو صديقا ليمن حرة ومستقلة وذات سيادة..!
لكن المصيبة ليس في هذا العدو وحسب، بل المصيبة الكبرى في (عملائه من خونة) الداخل اليمني، أولئك الذين ارتموا في أحضانه وجعلوا منه وليا لنعمتهم ومصدر لكل أنشطتهم السياسية والوجاهية والسلطوية..؟
نعم بالأمس كانت مصيبتنا بخونة (الملكية) واليوم المصيبة بخونة (الجمهورية )؟!
والمحصلة النهائية إننا جميعا (خونة) للوطن والشعب، وجميعنا (خنا) الثورة والجمهورية والوطن والوحدة، حين قبلنا بكل هولاء المتسلطبن والمستبدين وطبلنا لهم، وحين صمتنا على فسادهم وعبثهم..؟!

لكل هذا نحن اليوم على مفترق طرق أما أن ننتصر لقيم الثورة والجمهورية وأهدافهما الوطنية والاجتماعية، وهذا الانتصار يتمثل بالانتصار على العدو الحقيقي لنا والثورة والجمهورية والوطن وهو (النظام السعودي) ومن يقف معه، وفي هذا يستحصرني قول الزعيم الخالد جمال عبد الناصر (لن تعرف اليمن الاستقرار طالما السعودية جارتها).. وهو قول خالد وصادق ودقيق، فمشكلتنا وكل حروبنا صناعة سعودية وعدم استقرارانا كذلك، لذلك لن يكون هناك حل لما يجري في بلادنا طالما يحدث برعاية سعودية أو خارجية أيا كان شكلها، فالحل في اليمن لا بد أن يكون حلا يمنيا بأمتياز، وهذه مهمة بقايا العقلاء في هذه البلاد ومن يمتلكون بقايا قيم وكرامة واعتزاز بالذات والوطن والهوية، فأزمة اليمن لن يحلها المبعوثين الدوليين طالما ونفقاتهم تأتي من خزانة آل سعود، ولن تأتي من الجامعة العربية وموازنتها من ذات الخزينة وكذلك لن تأتي الحلول لا من مجلس الأمن ولا الأمم المتحدة، ولن تأتي من المجتمع الدولي المرتبط بعلاقات اقتصادية وتجارية مع هذا النظام..!

وعلى اليمنيين أن يدركوا هذا ويعودوا لوعيهم ويبحثوا فيما بينهم عن حل لما يجري رحمة بوطنهم وشعبهم وأن يصنعوا سلاما وطنيا شجاعا ويقبلوا التعايش فيما بينهم حتى لا يلحقهم العار ولعنات التاريخ..!
وان لا يؤغلوا في شيطنة بعضهم والمزابدة باسم الثورة والجمهورية، اللتان لا ذنب لهما في كل ما يجري، والذنب هو ذنب الذين أخفقوا في الحفاظ على الثورة والجمهورية وفشلوا في تحقيق أهدافهما في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية،الذين حولوا الثورة والجمهورية إلى مجرد شعارات زائفة في خطابهم الكاذب والمزيف، تماما كما فعلوا مع الوحدة والشرعية التي يتحدثوا عنها اليوم من فنادق الرياض في مظاهر تدعوا للتقيؤ والسخرية..!

مشاركة المقالة عبر:
المقالات المقترحة
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram