/ علي عبد الملك الشيباني
•إذا أردنا الشفاء من حالة التقليدية السياسية للوجود اليساري والقومي , فعلينا الإعتراف أولا ً بفشل هذه المكونات السياسية في التعبير عن نفسها وتشكيل الوعي العام , المفترض أنه محصن ضد سياسات الأنظمة العربية بشقيها الديكتاتوري والعائلي .
إعترافنا ولا شك سيشكل الأرضية المناسبة لإعادة صياغة المهمة الوطنية المرتبطة بوجود هذه المكونات , ومن ثم اختيار الآلية المناسبة بجدواها الوطني نحو الإرتقاء بأدائها السياسي المعني بمبررات وجودها.
لم تعد ترتبط هذه المكونات بغير التصريحات لقياداتها المعتقة , أو من خلال ماتصدره من بيانات بلغتها التقليدية , مثل وقفت وناقشت ورأت وغيرها من العبارات والكلمات والصياغات المملة إجمالاً.
على هذه الأحزاب الرخوة تقع مسؤلية تبني أحلام الناس بالدولة الديموقراطية , والدفاع عنها بمختلف الوسائل الممكنة , وفي مقدمتها تشكيل وعي عام لايقبل بهذه الأنظمة التي ظلت تعبث بحياتنا وما زالت حتى اليوم , مستخدمة في سبيل بقائها مايمكن تخيله من البشاعة , بما في ذلك الأمراض المذهبية والطائفية والسلالية والمناطقية , أمام خلو الساحة من أي مشروع مقاوم خارج البيانات والتصريحات المناسباتية.
تبدأ الانطلاقة في هذا الإتجاه من الثورة داخل هذه الأحزاب , على مايطلق عليها القيادات التاريخية المتسببة بإيصالنا إلى مانحن عليه من الرخاوة والغياب شبه الكامل عن الحضور الجماهيري المفترض , ومن ثم إعداد البرامج العملية المناسبة والبدء بتنفيذها على أرض الواقع بدلاً عن هذه السلبية للقاعدة الحزبية , والتي حولت عضو الحزب إلى أشبه برجل القبيلة , الذي لاعمل له غير مناصرة قبيلته وحمل البندق خلف شيخها , وبما أدى في النهاية إلى خلق حالة من الإنتهازية والإصطفافات خلف هذا أو ذلك من القيادات الرخوة , إلا من احترافها لتوظيف الموقف واستغلال الأوضاع السياسية والتكسب منها.